ماذا تفعل الزوجة مع تحكمات حمتها ؟
صراع الحموات مع زوجات الابناء قضية تناقشها فوزية سلامة من خلال قصة فتاة و معاناتها مع حماتها
بطله هذه القصة كانت زوجة تحب زوجها ويحبها. وفي احد الايام دب بينهما خلاف كما يحدث في كل بيت. ولم يفض الخلاف الي توافق في وجهات النظر مما ترجمته الزوجة الي احساس بالهزيمة وضرورة طلب الدعم من ابويها. فحملت نفسها الي بيت ابيها وقالت له انها مستاءة من زوجها الذي لا يعترف بالخطأ. فصمت الاب لحظة وقال لابنته ان كنت تبغين طلاقا سوف ادعو زوجك وادعو المأذون وننهي المسألة. أما اذا كنت تبغين ان ادعوه واسمعه كلاما شديدا او ان اصفعه لكي تشعري بالانتصار فان قبل بهذا فانا لا ارضي لابنتي ان تكون زوجة لمثله وعلي فعلا ان اطلقك منه.
عند هذا المنعطف فزعت الزوجة وقالت لابيها انا لا اريد طلاقا كل ما تمنيت... ولم يدعها ابوها تكمل . قاطعها وقال لها عودي الي بيتك واياك ان تخبري زوجك بأنك جئت الي هنا شاكية. حلي مشاكلك معه بالتفاهم والهدوء لا باسلوب لعبة شد الحبل.
تذكرت هذه القصة حين طلبت احدي قارئاتي نصيحتي فيما يختص بابنتها حديثة الزواج والانجاب. تزوجت طبيبا وهي في الثانية والعشرين. تحب زوجها ويحبها وخصوصا بعد ان انجبت طفلة جميلة. تسكن في بيت جميل وكل ما في الحياة يجلب لها السرور الي ان حلت حماتها ضيفة عليهما لمدة اربعة شهور . الزيارة طويلة بكل المقاييس الي ان نعرف ان الحماة سافرت من وطنها ست ساعات بالطائرة لكي تصل الي حيث يعيش ولدها المتزوج ويعمل.
الحموات انواع كما البشر. فالبشر فيهم الطيب وفيهم الخبيث. والطيبة والخبث درجات . واضافة الي ذلك فان ام الولد المتزوج تنظر الي الابن الذي ولدت وربت وعلمت وكأنه قطعة قماش ناعم جميل وعلي ذوقها. علي مدي السنين صنعت منه ثوبا رائعا يعجب به كل من يراه. ثم اتت تلك الشابة فارتدت الثوب بعد ان اسرت قلب الابن وتزوجها وبني لها بيتا واصبحت هي المتصرفة في بيته وماله وعياله.
لو كانت تلك الام ملاكا لسارت الامور كما ينبغي. ولكنها بشر. تشعر بأن ولدها انتزع منها اولا حين هاجر للعمل وثانيا حين امتصت الزوجة وقته وماله. وحين حلت في بيته آلمها ان تكون ضيفة لا حقوق لها سوي حق الضيف.
والطريف ان زوجة الابن كانت نقاوة عينها لأنها جميلة وصغيرة.
اشتعلت الشرارة الاولي حين طلبت الحماة من زوجة ابنها ان تعني بنظافة البيت كما يجب . وحين اقترحت زوجة الابن ان تأتي بصانعة تساعد في اعمال النظافة ساعتين يوميا الي ان تسترد صحتها بعد الولادة نهتها الحماة بغضب. واشتعلت الشرارة الثانية حين بكت الرضيعة فقالت الحماة لزوجة ابنها اعطني الطفلة لأنها لا ترتاح معك كما ترتاح معي. واجتمعت الشرارتين المشتعلتين مع ثالثة حين امرت الحماة زوجة ابنها بأن تخرج الي السوق لشراء كذا وكذا لكي تعد لابنها وجبة طعام افضل مما تطعمه زوجته.
بكت الزوجة وخابرت والديها بما يجري. وعلي عكس الاب في القصة الاولي اخذت العزة هذا الاب وقال لابنته ضعي ثيابك في شنطة سفر واحملي ابنتك وتعالي لأن بيت ابيك مفتوح لك ولها. ولكنها لم تفعل لأن امها نصحتها بأن تتروي واتصلت بي طلبا لنصيحة.
اذكر فقط بأن الشرارة الاولي اشتعلت حين اتهمت الحماة زوجة ابنها المغتربة حديثة الولادة بأنها مهملة في نظافة البيت. ثم المحت لها بأنها غير قادرة علي رعاية طفلتها. واكتمل مسلسل النقد بأن ادعت ان ابنها لا يأكل اكلا طيبا من يد زوجته وانها مضطرة لطهي الطعام نيابة عن زوجته.
ماذا تكون تلك الزوجة فاعلة؟
هل ترد العدوان بالعدوان؟ لا والف لا
هل تشكو لزوجها؟ لا والف لا
هل احسنت صنعا بالشكوي لوالديها؟ لا
فماذا تكون فاعلة؟
سوف اوافيكم بالنصيحة التي بذلت بعد ان اقرأ ردود افعالكم علي الموقف.
فوزية سلام
شكرا
ردحذف